التجربة الرقمية تعود من جديد

شكّل منتدى الحكومة الإلكترونية الثامن الذي نظمته شركة «نوف إكسبو» (NoufEXPO) لتنظيم المعارض برعاية رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ صباح الخالد الذي ناب عنه في حفل الافتتاح وزيرة الأشغال العامة ووزيرة الدولة لشؤون الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات د.رنا الفارس، شكّل حدثا استثنائيا شارك به عدد من الأكاديميين والاختصاصيين من كبرى الشركات المحلية والعالمية من داخل وخارج الكويت عبر محاضرات وحلقات نقاشية افتراضية تمخض عنها عدد من الأفكار والمقترحات البنّاءة للوصول إلى مفهوم «الحكومة الرقمية» مع التأكيد على أهمية مشاركة القطاع الخاص في مشاريع التحول الرقمي الحكومي.

 

 

ويعتبر المنتدى الذي عُقد على مدى يومين (30 – 31 مارس 2021) تحت شعار «الحكومة الإلكترونية الشاملة ضرورة مُلحّة لما بعد الكورونا» أكبر حدث سنوي للتكنولوجيا في الكويت، وقد برزت اهمية الدورة الحالية بشكل أكبر بسبب تزامنه مع انتشار جائحة كورونا التي أكدت الحاجة الملحة للشروع في تحول رقمي شامل في مختلف القطاعات الاقتصادية والصحية والعلمية وغيرها.
وكان نائب الرئيس الأول لمنطقة شمال الشرق الأوسط بشركة SAP أحمد الفيفي من بين مجموعة متميزة من الضيوف الذين شاركوا في إحدى الحلقات النقاشية، التي شارك فيها كذلك كل من رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للهيئة العامة للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات (سيترا) م.سالم الأذينة، ومدير عام بلدية الكويت م.أحمد المنفوحي، ورئيس اتحاد المكاتب الهندسية والدور الاستشارية الكويتية م. بدر السلمان، والرئيس التنفيذي لشركة زين الكويت إيمان الروضان، وتمحورت النقاشات خلال الحلقة حول مبادرة مشتركة بين بلدية الكويت واتحاد المكاتب الهندسية والدور الاستشارية الكويتية لتطوير خدمة تراخيص إلكترونية متطورة وموحدة تصدر جميع التصاريح المطلوبة من الجهات الحكومية للتصريح بتنفيذ مشاريع التنمية والمشاريع الإنشائية بالكويت.
وتعليقا على هذه المبادرة المشتركة، قال الفيفي: «نحن في SAP، نشيد بجهود الكويت وعزمها للشروع في تنفيذ مثل هذه المبادرات الجريئة».
ويتزامن ذلك مع اتجاه عالمي لتسريع مبادرات الرقمنة من قبل الحكومات والشركات على حد سواء، ونحن في SAP نرحب ومؤهلون لنكون جزءا من هذا المسعى، وأعتقد أن المساهمة الرئيسية لشركة SAP ليست فقط في تقنياتها المثبتة التي يمكن أن تقوم بالمهمة على أكمل وجه، ولكنها قدرتنا على إدارة مثل هذا المشروع المعقد، حيث يواكب مثل هذه المشروعات أو تتطلب مبادرات مصاحبة لإعادة هندسة الأعمال في الجهات الحكومية المعنية».
وأضاف الفيفي انه «لا شك أن هذه العمليات سوف تقلق أنماط العمل البيروقراطية الطويلة الأمد والمتجذرة داخل جميع الإدارات الحكومية ذات الصلة، وهذا هو التحدي الحقيقي، ونحن في SAP، نواجه هذه التحديات كل يوم مع عملاء مماثلين في جميع أنحاء العالم ودول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، فعلى شريك التكنولوجيا الخاص بأي مؤسسة فهم حقائق التحديات الثقافية والاجتماعية للمؤسسة التي يخدمها والتكيف معها».
وأشار الفيفي إلى الفجوة الرقمية بين الواقعين الحالي والمستقبلي في حال تنفيذ خطط التحول الرقمي فقال: «ندرك الفجوة المعرفية التي يتعين على الحكومات أن تهتم بها عند الشروع في مبادراتها للخدمات الإلكترونية المتكاملة، وتساعد SAP على تأمين فرص عمل مستدامة من خلال مبادرات محو الأمية الرقمية وبرامج الدراسة والتدريب التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من خدمات تنفيذ مشاريعها، وهذا أمر بالغ الأهمية لدعم خطة الحكومة الكويتية لإعادة النظر في النماذج البيروقراطية الجامدة التي يمكن أن تعطل الإنتاج والإبداع، وتجعل القوى العاملة الكويتية أكثر مرونة وتقبلا للتكنولوجيا الحديثة ونظم الإدارة العالمية».
وعرض الفيفي في مداخلته الختامية خلال الحلقة النقاشية أن يوفر الخبراء المختصين اللازمين لدراسة متطلبات تنفيذ مشروع التراخيص المزمع تنفيذه، وتحديد الخطوات اللاحقة المطلوبة، وذلك دون أي مقابل من أي نوع كان.
وأضاف أن الشركة تعمل في الكويت منذ فترة طويلة، وهي ملتزمة بخدمة عملائها الحاليين والمستقبليين حسب أعلى معايير الجودة الأمينة على مصالحهم.
من جانبه، علق هاني حزايم، مدير SAP للتحول الرقمي في القطاع العام بالكويت، على تحديات تنفيذ برامج الحكومة الإلكترونية التي تواجهها الحكومات.
وقال ان «هناك العديد من التحديات التي تواجه الحكومات وشركات القطاع العام، مثل نمو وتنوع احتياجات المواطنين، والصعوبات الاقتصادية التي ظهرت نتيجة جائحة الكورونا، واشتداد المنافسة العالمية، وتواجه المؤسسات أيضا أنماط سلوك المستهلكين المتغيرة، وتنويع مصادر الوصول إلى الخدمات من خلال التكنولوجيا وتطبيقات الهواتف الذكية، إلى جانب اللجوء المتزايد إلى مواقع التواصل الاجتماعي للحصول على المعلومات وتبادل المعرفة على نحو لحظي، وفي الوقت نفسه، هناك توسع مستمر في المناطق الحضرية في المدن وزيادة في عدد السكان، والحاجة إلى بنية تحتية ذكية».

وأضاف: «بشكل عام، أصبح التحول الرقمي للحكومات والقطاع العام أمرا حتميا، وهي، أي الحكومات والقطاع العام، بحاجة إلى إعداد العوامل والخطط اللازمة لنجاح مساعيها في هذا التحول».
يذكر ان «SAP» رائدة في مجال البرمجيات وتطبيقات الشركات والمؤسسات ومساعدتها بغض النظر عن حجمها أو طبيعة عملها لتعمل في أفضل حالاتها، و77% من عائدات المعاملات في العالم يمر عبر أنظمة SAP، ويساعد التعلم الآلي وإنترنت الأشياء (IoT) وتقنيات التحليلات المتقدمة المؤسسات للتحول إلى مؤسسات ذكية، وتمكن حلول الشركة التي تغطي كافة متطلبات المؤسسات عملائنا من العمل بشكل مربح، والتكيف بشكل مستمر، وإحداث الفرق والتأثير الإيجابي في أماكن تواجدهم.

 

أحمد الفيفي


المصدر: موقع الأنباء

اترك رد