الدرن في كويت من المشاكل الصحية التي تأبى الزوال رغم وجود لقاح ضد السل وإجبارية التطعيم الذي يتلقاه الأطفال في الصغر إلا أن المرض قائم ليومنا هذا للعديد من الأسباب، يعد مرض الدرن أو السل في الكويت من الأمراض المعدية الخطيرة التي تهدد حياة المريض، وكذلك الصحة العامة بسبب إمكانية العدوى وانتقال البكتريا المسببة من المريض إلى باقي الأفراد المحيطين به.
سجلت الكويت العام الماضي 411 حالة سل في البلاد بحسب ما أعلنت عنه وزارة الصحة الكويتية على لسان مدير إدارة الصحة العامة يوسف مندكار الذي أكد وجود 48 مريض من المواطنين و 363 مصاب بالسل من الوافدين غير الكويتين.
ويعرف معدل انتشار المرض انخفاض مستمر في البلد منذ عام 2008 بفضل الجهود المبذولة وتكثيف طرق الوقاية وتعميم إجبارية التطعيم ضد الدرن في الكويت حيث وصل معدل المرض إلى 21 حالة من بين كل مئة ألف نسمة عام 2014 بعد أن كان يفوق 30 نهاية التسعينات وبداية الألفية الجديدة.
ما هو مرض السل ؟
يعد مرض الدرن أو السل من الأمراض القديمة التي مازالت تهدد حياة الناس في جميع بقاع العالم، ويعود الفضل لاكتشاف المرض إلى العالم الألماني كوخ مكتشف البكتريا المسببة للسل عام 1882 والتي تحمل اسمه، ويمكن لهذا الميكروب الانتقال من شخص إلى اخر عن طريق رذاذ أو اللعاب أو من الفم مباشرة ويمكنه في حالات نادرة الوصول إلى الإنسان عن طريق الجلد.
وتعتبر الرئتين أهم ملجأ للميكروب لذلك فإن التدرن الرئوي من أهم أنواع السل المنتشرة في العالم، كما يمكن أن تصاب جميع أعضاء الجسم الأخرى مثل الغدد الليمفاوية، المفاصل، العظام، الجهاز الهضمي، الكليتين، وحتى الجهاز العصبي.
اعراض التدرن الرئوي
يمثل السل الرئوي أكبر نسبة من أنواع التدرن في كويت، ويعد الأخطر بسبب إمكانية انتشاره وانتقاله بين الناس، فهو مرض جد معدي، تظهر أعراض المرض بعد دخول الميكروب إلى جسم الإنسان عن طريق الهواء أو رذاذ قادم من شخص مصاب، وتتمثل هذة الأعراض في سعال حاد ومزمن يستمر لأكثر من ثلاث اسابيع، مع احتمال خروج دم عند السعال مع تدهور حالة المريض وفقدانه الشهية وخسارة في الوزن تجعل المصاب هزيل ونحيف.
يتم تشخيص المرض عن طريق دراسة الحالة السريرية للمريض وخضوعه للعديد من التحاليل والاختبارات المخبرية وخاصة الأشعة الصدرية وفي بعض الحالات يتم عزل المريض المصاب بالتدرن الرئوي لمنع انتشار الميكروب بين الناس.
قد يكون التدرن الرئوي بداية للكثير من المضاعفات في حال عدم اكتشافه مبكرا او سوء العلاج من خلال انتشار البكتريا المسببة في باقي أعضاء الجسم كما قد يكون قاتلا ايضا.
علاج الدرن في كويت
مثل باقي دول العالم، مازلت الكويت تحارب السل في البلاد، رغم أن الحرب ضد الدرن في كويت بدأت عام 1956 بإنشاء وحدة مكافحة الدرن التابعة لوزارة الصحة، وبعدها تم بناء أول مستشفى خاص بالسل عام 1957 وبدأت حملات الكشف والتطعيم في بداية الستينيات حيث أتت ثمارها وتم القضاء على انتشار المرض بشكل كبير.
حاليًا توفر الدولة الكثير من المصحات المختصة في الأمراض الصدرية والتي تتكفل بجميع حالات الدرن في الكويت وعلاجها أهمها مركز التأهيل الرئوي الذي أنشأ عام 2012 والمتخصص في الأمراض التنفسية والصدرية.
طرق الوقاية من الدرن في كويت
تتبع الكويت تعليمات منظمة الصحة الدولية فيما يخص اجراءات الوقاية من انتشار الدرن، حيث تعمل وحدة مكافحة السل على حملات التشخيص والتطعيم ومكافحة المرض في البلاد، وتعد الكويت أول دولة في منطقة الخليج التي اسست برنامج لفحص الوافدين عام 1988 بما أنهم يمثلون النسبة العظمى من المرضى، كما تبذل جهود كبير في تطعيم الأطفال بلقاح الـمضاد اجباريا بعد الولادة، كل هاته الجهود كللت بحصر عدد المصابين وتقليل الوفيات بسبب مرض الدرن في كويت.